19 - 10 - 2024

عجاجيات| أبو علاء الهندي

عجاجيات| أبو علاء الهندي

الشعب المصري العظيم مازال قادرا رغم كل الظروف على توليد الضحكة ومازال قادرا على السخرية من كل شيء حتى من نفسه..والأهم أن الشعب المصري مازال يمسك بزمام خفة الدم وقادر على التنكيت بل وقادر على رسم كوميديا الموقف ببراعة منقطعة النظير.. ولا أدل على ذلك من كم التعليقات والفيديوهات التى ظهرت فى الآونة الاخيرة لمطرب وممثل هندي أطلقت عليه جماهير وسائل التواصل الاجتماعى  لقب (أبو علاء) توظيفا لقدر الشبه الذى رأته بينه وبين الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك رحمة الله عليه. 

خفة الدم المصرية ترجمت الأغانى الهندية على مزاجها وبقدر كبير جدا من السخرية، وبقدر ملحوظ من التقدير لذكري الرجل الذى حكم مصر نحو ٣٠ عاما وله مزاياه وله عيوبه وله إنجازاته وله إخغاقاته.. ولم تنس جماهير وسائل التواصل الاجتماعى التذكير بأن مبارك رحمه الله كان أحد قادة وأبطال حرب اكتوبر أعظم الحروب المصرية والعربية فى التاريخ الحديث. 

وبذكاء ملحوظ استدعت خغة الدم المصرية واحدا من اشهر الاوبريتات التى لحنها الراحل عمار الشريعى اشهر غواص فى بحر النغم واشترك فى غنائها نخبة من أروع الفنانين منهم القدير محمد العزبى.. وأعنى به أوبريت (اخترناه) الذى كان بمثابة تحية لحسنى مبارك رغم عدم ذكر اسمه فى الأوبريت. 

أبو علاء الهندي اندمج وهو يرقص على نغمات اخترناه ... وللحق فضحكته ونظراته فيها الكثير من نظرات وضحكة أبو علاء المصري رحمه الله.. الأمر برمته اصطياد لخاطرة أو فكرة صنعت الترند وصنعت حالة من الدهشة والبهجة. 

شخصيا فرحت جدا لأننى تأكدت ان شعبنا العظيم كان ومازال وسيظل بمشيئة  الله من أخف شعوب العالم دما، ومن أكثرهم قدرة على الضحك والسخرية.. غير أن ما أسعدنى أكثر  ما أظهرته تلك الفيديوهات وما صاحبها من تعليقات تقدير واحترام لذكري رجل دولة لم يكن شيطانا ولم يكن ملاكا، رجل حارب من أجل مصر ووضع فقراءها نصب عينيه وآثر الموت على أرضها التى أحبها وتمسك بكل ذرة رمل بها.. رحم الله أبا علاء المصري وهنيئا لأبي علاء الهندي الذى أصبح أشهر من راجندر كومار بطل فيلم (سانجام ) الذى حطم الأرقام القياسية فى البقاء بدور السينما المصرية.
-----------------------------
بقلم: عبد الغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | السنوار حي يرزق